İmam Dârimî’nin Sünen’inde Ahlâkî Yön

يركز البحث على إبراز الجانب الأخلاقي عند الإمام الدارمي في سننه، حيث نظر المحدثون إلى الحديث أنه المعيار الديني الذي يضبط السلوك الإنساني، فمن خلال الاقتداء برسول الله صلى عليه وسلم يبقى المسلم حال من الوعي الداخلي والضبط السلوكي، وهو ما يؤدي التخلص العادات السيئة المعرقلة للتقدم إذ إن المحدث عندما يبوب أبوابه، ويخلل أحكامه كتابه، وينتقي أحاديثه، يرسم تصوراً إسلامياً للحياة التي أن يعيشها. وقد برزت شخصية الأخلاقية المعاني والرسائل الخفية بثها الآثار المرفوعة والموقوفة مقدمته، مؤسساً بذلك منظومته (فِكرُهُ)، والتي قسمتها بعد تحليل موضوعاتها محاور متنوعة. المحور الأول ارتبط بالدوافع النفسية تثبت الدعائم الإيمانية لتقبل التشريعات، كالتنفير العودة أخلاق الجاهلية، وذِكر صفات وأخلاق النبي الصلاة والسلام، لزرع محبته قلوبنا جانب، ومن جانب آخر القدوة الحسنة حياتنا. والمحور الثاني تكلم عن منشأ الأخلاق الإسلامية والموجه الصحيح لها والذي يتجلى بالمصادر الثابتة القرآن والسنة. الثالث أكّد أهمية العلم يحوط الأخلاق، وبيّن اتباع العلماء والسير طريقهم. والرابع النوايا والوجه للأخلاق، ووجوب اقتران بالعمل. والخامس حذر فيه المخالفات كاتباع الهوى ومخالفة الرسول وسلم، ودعا اجتناب البدع. والسادس تحدث أخلاقيات أهل العلم. خلص لا يكفي مجرد معرفة القيم لاكتسابها وترسيخها النفس، بد محرك عاطفي يدفع باتجاه تلك الإرادة، فحين يأخذ الإنسان عاتقه واجبات أخلاقية يقحمها حياته مع الزمن تصبح تدريجياً ميسورة الأداء كالعادات. وإن إغفال الإعداد الروحي يهذب الوجدان ويثير الأشواق الله، ينتج عنه فصل المجتمع الإسلامي الشريعة، ويتسبب إيجاد هوة عميقة تجعل واقع منعزلاً عما يلقى إليه أحكام، فيصبح الناس طرف، والأحكام طرف آخر. الخطأ تقرير أحكام إلهية مصدرها الكتاب والسنة دون توجيه المشاعر والرسول، لذا عني بربط الأحكام بناء الأحاديث والآثار بين يديه. الاعتماد أسلوب التخويف والترهيب عذاب الآخرة، أو تقديم المعلومات مزايا الإسلام لتحقيق النتائج المرجوة توجيهها المثل العليا والقيم الخُلقية. كمال شريعتنا وجود المتمثلة بشخص سيدنا محمد ووجود هذه يجسد لنا القناعة بأن خُلق دعا إلا ممكن التطبيق. الشريعة إذا افتقرت الأساس الخلقي أصبحت هيكلاً فارغاً المضمون. علم ديني يعتمد مصادره وليس ثمة مجال للتغيير الأخلاق. وما قد يحصل انفلات أخلاقي سببه البعد السنة. يشكل أساساً هاماً الأسس أمر به قبل القول والعمل. كما يتصل بالمشاعر الباطنية، لأن العبرة أي عمل هي النية والباعث عليه. والأخلاق وسلوك وليست أفكار ونظريات، فليس الغرض الحقيقي هو نظرياً بالقواعد بل تطبيقها. والهوى آفة تعتري فتصده الحق، وتدعوه للشر وتبعده الخير، وبالتالي والخصال الحميدة. وعلى الاتصاف بما يدعو والأعمال، أحق بالاتصاف بالأخلاق الجميلة والتخلي كل خلق رذيل.